التخطيط للأسرة الصالحة - إعداد الأبناء أنموذجا
15/4/1435هـ
د/عبد الله بن أحمد الرميح
مدير البحوث في جمعية تيسير الزواج والرعاية الأسرية في محافظة عنيزة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
خطت الجمعيات الخيرية والجهات الأسرية بحمد الله تعالى خطوات طيبة وموفقة في مجال التثقيف الأسري من خلال الدورات والمحاضرات وما شابههما وقد أدى هذا التثقيف دورا ملحوظا في حماية الأسر الناشئة من التصدع ولم شملها غير أن التربية الأسرية الناضجة يجب ألا ينتظر بها إلى قبيل الزواج فحسب؛ فالتثقيف الأسري كان في السابق ضعيفا في كثير من البيئات ثم نشأت بعد كثرة كاثرة من المشكلات الأسرية والعوائق والخلافات والطلاق وغير ذلك، وفي تقديري أننا يجب أن نركز في تعليم الإنسان منذ الطفولة كيف يعيش في أسرته من خلال أمور أهمها: بناء النموذج السليم له من خلال ما يراه من المعاملة الراقية بين أبويه، وبعد ذلك التثقيف الأسري من خلال الرسائل التوجيهية وغرس المفاهيم التي من أهمها توضيح فكرة الشراكة مع المرأة وكيف يعيش معها؟ وينظر إليها؟ وبماذا يفسر علاقته معها؟ كيف سيعامل أبناءه؟ إن هذه المرحلة من التثقيف ستبني ثقافة قوية ومقاومة للاضطرابات في الأسرة بإذن الله تعالى، وتقطع المجال على أن يكون مصدر التثقيف هو ما يطرأ من ظروف أو ردود أفعال أو أصدقاء أو تصور شخصي فيقع الفرد ضحية في كثير من الأحيان لمربين آخرين يشكلون مفاهيمه وتصوراته عن الأسرة بشكل مشوه ولكم عاش كثير من الأبناء فترة من الزمن طويلة مع من يجد الراحة معه من أصدقائه فصار مختطف القلب والسلوك، ونستطيع أن نعزو كثيرا من الانحرافات في الأسرة إلى هذا السبب.
وهذا يؤكد لنا أن الابن ربما يربيه غير أبيه وأمه بشكل كبير ويصوغه على أمور قد لا يكتشفها إلى بعد الزواج، وبل ربما يكون بين الأب مثلا والابن قطعية عاطفية تمتد إلى سنين طويلة وهو يظن خلاف ذلك.
إن أولى أمارات هذه القطيعة المعاملة الصارمة المتسمة بالجدية الزائدة بين الأب وابنه التي يكون فيها الاثنان أقرب إلى الزمالة الرسمية من الأسرة فلا يتكلم الابن إلا حين يسأل ولا يتكلم الأب إلا حين يريد الطلب!!
يجب أن يعاير الابن علاقاته مع زوجته وأبنائه وينقي تلك العلاقة ويصونها ويزيل أي تصرف ما أثبت الواقع أنه سلبي أو مرده للمعتادات لا إلى الحق والصواب، أن يصاحب ابنه، أن يسمع منه، أن يعامله بلطف وحنان وأريحية، إن هذا الأسلوب يسهم بإذن الله في تكوين أسرة صالحة منتجة في المجتمع.